بعد أن أنهى السيد عبد العزيز المراكشي مكالمته مع الجهة الراغبة في خلق البلبلة في المنطقة،قرر أن يأخذ مهلة للتفكير،حتى لا يتسرع في أي قرار يتخذه مع نفسه،وفجأة وبينما ينظر إلى المرآة وهو يتخيل نفسه أصبح رئيسا بلد،ظهر له رجل في المرآة ،يشبهه في الملامح ،غير أنه يملك عين واحده،ظن في البداية أنه صورته هي من انعكست له ،فوضع يديه عل وجهه لكن هده الحركة لم تنعكس له في المرآة، الشئ الذي أخافه،وعندما أراد الفرار ،شلت حركته ثم جرى هدا الحوار
الشيطان: إلى متى ستظل جبانا يا عبد العزيز،
عبد العزيز (وهو يحاول الحراك): من أنت ،أأنا في حلم أم حقيقة
الشيطان : أنا من سيرشدك إل الصواب،أنا من يريد لك الخير يا عبد العزيز
عبد العزيز: فيما ستساعدني؟ولما؟
الشيطان : لقد سمعت للتو وليس بالقصد كل الحوار الذي جرى معك في الهاتف،ولست أفهم لما يا صديقي ترفض العرض
عبد العزيز: إن ما اقترح علي خطير وفيه قطاع الرقاب وخيانة للوطن أيها الغريب
الشيطان : لما تقول أن هناك خيانة للوطن ،لما لا تقول انه شئ عادل وأنه جزاء لكل أعمالك وكفاحك من أجل هده الأرض
عبد العزيز: أكيد سأجاز عن كل أعمالي........
الشيطان (يقاطع): لكنك لن تصبح رئيسا، سوف تأخذ أجرا شهريا وشهادة اعتراف، بينما الدين لم يساهموا بشي فهم من سيحكمون هدا المكان، وهدا ليس عدل، وأنا لا أحب لك هدا أيها البطل
عبد العزيز: لكني أخاف أن أفشل، ومادا لو فشلت في تكوين هده الجمهورية، فمادا سيكون مصيري
الشيطان : لن تفشل مادمت معك ،سأزيل عنك كل العوائق ،وستصبح رئيسا وأبنائك خلفاء من بعدك ،كل شئ سيكون رائع،ستعيش في قصر محاط بالروائح الطبية،،أليس هدا جميل،
عبد العزيز: حتى لو وافقتك الرأي، فما سيقولون عني أصدقائي، زملائي وعائلتي وخصوصا والدي الذي هو بمثابة قدوتي
الشيطان: الكل سيحصدك، أما عن والدك، فهو لن يدوم لك، أما عائلتك فستنسى حالما تعيش في الرفاهية، وأنا أضمن لك دلك، فهل تصدقني وتثق بي
عبد العزيز: طبعا أنا أثق بك وبكلامك أزلت كل ترددي.
الشيطان: إذن مادا تنتظر أيها الرئيس، فلتبادر بنفسك وتتصل بهم بنفسك وأعدك بأن تجدني معك في كل مشكلة لنحلها معا
عبد العزيز(انفكت رجلاه والسعادة تغمره وهو يسارع إلى الهاتف):أنا أشكرك، وفورا سأحقق رغبتك بأن أصبح رئيسا.
الشيطان (يضحك): رائع، أيها الرئيس.
صوت الحق: إلى متى ستسمر في أفعالك أيها الدنيء، ألم يكفك الدماء التي تسيل كل يوم وفي كل البقاع
الشيطان: لقد وعدت أن أدمر كل ما هو جميل وأعتقد أنني أنجح كل يوم، بينما صوتك لم يسمعه احد
صوت الحق: لقد نجحت في إعماء بصائرهم لكنك لم تنجح في إزالة الحنان من قلوبهم
الشيطان: سأنجح، سأوسوس لهم، سأثير بينهم الفتن والشكوك، وسوف انجح.
صوت الحق :سوف نرى أيها الدنئ الملعون،لقد استطعت إضلال الرجل ،لكنك لن تستطيع إضلال الجميع ، وسأكون لك بالمرصاد.