الوقت ليس متأخرا لإعادة عقارب الساعة الي الوراء, فهناك العديد من الشواهد التي تؤكد انه يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين الذين نجحوا في الحفاظ علي النشاط والحيوية حتي سن متأخرة.. فاليوم لم تعد الشيخوخة المبكرة مشكلة كبيرة, وليست معادلة صعبة بعد أن أثبت العلم الحديث أن الغذاء المتوازن هو الذي يحدد الحالة الصحية في سن الشيخوخة, كما أثبت ان ممارسة الرياضة تساعد أشخاصا في الثمانين أو التسعين من العمر علي التمتع بحياتهم بكل همة ونشاط.
{ الدكتور عبدالرحمن نور الدين استشاري الأمراض الباطنية يؤكد أن الشباب الدائم والصحة الجيدة مرتبطان ارتباطا وثيقا بنوع الغذاء, ولكن معظم الناس لا يعرفون قيمة التغذية بل يظنون أن الشبع بعد الجوع هو المهم بصرف النظر عن نوع الغذاء نفسه, لذلك نلاحظ أننا نقبل علي تناول النشويات بنسبة كبيرة في طعامنا ويعد ذلك من أهم الأسباب المسئولة عن اعتلال الصحة في منتصف العمر وفي الشيخوخة..
والإنسان عندما يتخطي سن الأربعين كثيرا ما يحمل معه متاعبه المتراكمة والتي بدأ زراعتها وهو في كامل الصحة والحيوية أثناء الشباب, بالاضافة الي عدم ممارسة الرياضة والميل الي حياة الاسترخاء والكسل علي حياة الحركة والنشاط مع التقصير في ممارسة بعض الألعاب الرياضية أضف الي ذلك استخدام السيارة باستمرار.
والغذاء الذي يجب أن يتناوله كبار السن كما ينصح الدكتور نور الدين يجب أن يحتوي علي الآتي:
ـ من30 ـ60 جراما من المواد الدهنية
ـ من100 ـ150 جراما من المواد البروتينية
ـ300 جرام من المواد النشوية والسكرية( الكربوهيدراتية).
ـ بالاضافة الي الخضراوات والسلاطات والفواكه.
ـ وهذا الغذاء يحتوي علي مابين2000 ـ2500 سعر حراري.
والمواد البروتينية أساسية في هذا الغذاء ويجب أن توجد منها كميات كافية فيه, فقد دلت الأبحاث علي أن معدل استهلاك المواد البروتينية في الجسم يكون أكبر كلما تقدمت السن لأن عددا كبيرا من الخلايا يضمر لذلك فإن الغذاء لكبار السن يجب أن يحتوي علي كمية كافية منها لتعويض النقص الموجود.
وتوجد المواد البروتينية بكثرة في الكبد والسمك والحليب والعدس والحمص واللحم البتلو والكندوز والدواجن والبيض والجبن والفول المدمس والبطاطس.
ـ وتناول البروتين علي شكل لحوم أو بيض يعطي ميزة أخري وهي الأملاح المعدنية الموجودة معه مثل أملاح الكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك وكلها أساسية لصحة كبار السن. ويحذر الدكتور عبدالرحمن من الإفراط في تناول المواد الدهنية لأنها تعرضهم لأخطار صحية جسيمة وتشمل البيض ومنتجات الالبان التي يجب الاقلال منها بعد سن الاربعين,
فالانسان في منتصف عمره وفي سن الشيخوخة يحتاج الي كمية بسيطة من المواد الدهنية في طعامه لا تتعدي جراما واحدا لكل كيلو جرام من وزن الجسم وبحد أقصي60 جراما في اليوم ومن الأفضل تخفيضها الي30 جراما, كما يجب أن يحتوي دهن الطعام الذي يتناوله كبار السن علي زيوت نباتية مثل زيت عباد الشمس وزيت بذرة القطن وزيت الذرة لانها تحتوي علي مايسمي بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي لا تزيد من مستوي دهنيات الدم ونسبة الكولسترول فيه,
أما الدهون من أصل حيواني فكلها مشبعة وتؤدي الي ارتفاع دهنيات الدم والكوليسترول لذلك وجب تناولها باعتدال.